أصبح الحلم العربي حقيقة وأصبح الخيال واقعا وملموسا ومرئيا رأي العين فحلم إنجاز فهرس موحد للمكتبات العربية والذي ظل يداعب خيال مؤسسات المعلومات العربية بمفهومها الأوسع منذ السبعينات من القرن المنصرم قد أصبح واقعا مع انتصاف العشرية الاولى من القرن الحالي ومع ما قدمه العاهل السعودي جلالة الملك عبدالله من كامل الدعم لإنشاء الفهرس العربي الموحد تحت مظلة مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض فقد انطلق الركب وسارت القافلة تحط رحالها في كل الدول العربية من المحيط إلى الخليج تجوب قافلة الفهرس هذه الدول وتواكب أحداثها وتتعامل مع مكتباتها ومكتبييها ترتقي بهم وتدربهم وتستفيد ايضا من خبراتهم ومعارفهم المتميزة فمن السعودية للإمارات لمصر للأردن لسلطنة عمان للسودان لتونس لكل الدول العربية فلم يعد الفهرس مصطبغا بصبغة دولة واحدة بل أصبح هو المشروع الإقليمي المعلوماتي العربي يراه المكتبيون ناجحا وتنضم المكتبات له فتحل مشكلاتها التقنية والمادية والبشرية ومع اتساع رقعة الفهرس لكل الدول العربية وانضمام العديد والعديد من المكتبات من كل دولة أصبح هناك حلم جديد وفكرة رائدة انبزغت من شمس الفهرس العربي الموحد بخلق فهرس موحد لكل دولة لحصر ووصف مقتنيات مكتباتها الأعضاء بالفهرس العربي الموحد وهذه الفكرة تتمثل في إنشاء بوابات الدول والتي بدأ وضعها موضع التنفيذ بالملتقى الرابع للفهرس العربي الموحد والذي أقيم بجامعة الإمارات بالعين عام 2011 حيث تم تدشين وإطلاق أول بوابة للفهرس خاصة بدولة الإمارات واستمر النهج وسيستمر حتى الانتهاء من إنشاء البوابات لكل الدول العربية صغيرة كانت ام كبيرة.
البوابات التي تم تدشينها :
منذ أن بدأ تدشين بوابات الدول كما ذكرنا فقد وصل العدد حتى الآن إلى خمس بوابات :
1 – بوابة المكتبات الإماراتية : تم اتتاحها إبان فعاليات الملتقى الرابع للفهرس بالإمارات.
2 – بوابة المكتبات السودانية : تم افتتاحها أثناء المؤتمر 22 للأفلي بالسودان عام 2011.
3 – بوابة المكتبات السعودية : تم افتتاحها مع افتتاح معرض الرياض للكتاب عام 2012.
4 – بوابة المكتبات الأردنية : تم افتتاحها إبان الملتقى الخامس للفهرس بالأردن عام 2012.
5 – بوابة المكتبات البحرينية : تم افتتاحها بمناسبة العيد الوطني للبحرين لعام 2012.
وهناك أيضا بوابة الكتب المترجمة والتي افتتحت أيضا عام 2012 ولكنها لا ترتبط بدولة بل ترتبط بنوع معين من أوعية المعلومات وهو الاوعية المترجمة.
فوائد بوابات الدول وأهدافها:
تهدف فكرة إنشاء بوابات الدول العربية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الهامة وتتمثل في :
1 - خلق فهرس وطني موحد لمكتبات الدولة صاحبة البوابة يكون بمثابة مفتاح كنز المعرفة لمكتبات كل دولة يعمل على إتاحة مقتنيات المكتبات الأعضاء في الفهرس العربي الموحد منخلال بوابة واحدة على شبكة الإنترنت.
2 - استرجاع تسجيلات أوعية المعلومات التي تستجيب لحاجات المستفيدين المعرفية ومن ثم تحديد أماكنتواجدها وأرقام استدعائها داخل المكتبات في كل دولة ما يسهل عملية الوصول الفيزيقي لأوعية المعلومات.
3 - مساعدة المكتبات داخل كل دولة على تطوير فهارسها وتبادل الخبرات فيما بينها من خلال التواصل عبر البوابة والتعاون المستمر بين أعضائها.
4 – إلقاء الضوء على المكتبات الأعضاء من خلال وضع نبذة عن المكتبة بشكل مختصر في صفحة خاصة بالمكتبة ضمن صفحات البوابة.
5 – وضع أحدث الأخبار عن المكتبات الأعضاء بحيث يتم تخصيص صفحة لكل مكتبة توضع بها ما يخصها من أخبار.
6 – تسهيل الوصول للمكتبة في الفضاء الإلكتروني بحيث يوضع رابط مباشر يحيلك لموقع المكتبة مباشرة من بوابة الفهرس وبالضغط عليه ينفلك مباشرة لموقع المكتبة الإلكتروني، كما يمكن أيضا الوصول لبيانات الاتصال بالمكتبة من فاكس وهاتف وبريد إلكتروني ليسهل الوصول لها والتواصل معها بشكل سريع عند الحاجة.
وعندما تتكامل الفوائد السابقة فإنها تعمل على تحقيق اقتصاد المعرفة بالوصول لما نحتاج إليه بأقل وقت وجهد وبذلك تصبح تلك البوابات بمثابة حلقة من حلقات التواصل بين مكونات الثقافة العربية ورافدًا مهمًا من روافد وأدواتالفكر العربي والتي تقبع تحت مظلة الفهرس العربي الموحد الذي تبزغ شمسه من المحيط إلى الخليج ويعمل على دعم برامج البنى التحتية العربية في مجال المكتباتوالمعلومات من خلال حصر الإنتاج الفكري العربي المنشور وغير المنشور والموجود فيالمكتبات العربية ومن هذا المنطلق فإننا ندعو كل المكتبات العربية التي لم تنضم لعضوية الفهرس أن تلحق بالركب وأن تنخرط في وسط التكامل المكتبي في عصر المعلومات والمعرفة الذي نحياه الآن حتى لا يأتي اليوم الذي تقف فيه وحيدة بعيدة عن ركب المكتبات العربية قاطبة فأهلا بكل مؤسسات المكتبات والمعلومات العربية أكاديمية كانت أو مهنية لنسير معا جميعا للعصر الرقمي بأقرب وقت ممكن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق