الجيل الجديد من الفهارس : نقلة نوعية

. . ليست هناك تعليقات:

 "حافظ على وقت القارئ"؛ هو أحد القوانين الخمسة لرانجاناثان في علوم المكتبات، وفيه إقرارٌ بأن جزءًا من امتياز خدمة المكتبة هو قدرتُها على تلبية احتياجات المستفيدين بكفاءة، وذلك من خلال توفير أدوات تساعد على ذلك. وبإسقاط هذا القانون على أحد الأدوات المُعِينة في المكتبة فسنجده في فهرسها؛ تلك الأداة الرئيسة التي تسهل حصول المستفيد على حاجته. وهذا يدعونا للتساؤل عما إذا كانت فهارس المكتبات الحالية تفعّل ذلك بالضبط لرواد المكتبة، و-خاصة- أنه قد لا يحدث هذا بمجرد تصنيف وترتيب الكتب فحسب وإنما يأتي نتيجة لقدرة المكتبة على توقّع ما يمكن أن يحتاج إليه المستفيد قبل أن يأتي التماسًا له. فتطور الفهارس المتاحة على الإنترنت يجب أن يتماشى مع تطور التكنولوجيا وخدماتها، وينبغي أن يتم تصميمها بطريقة تجعل المستخدمين قادرين على العثور على ما يبحثون عنه في الوقت المناسب. وعندها فقط سيكونون أكثر رضا؛ لذلك من الضروري ألا تكون الفهارس التكنولوجية مصفوفة ومعقدة للمستخدمين، بل ينبغي أن تكون بسيطة، وأكثر فاعلية، وبديهية ومُحدَّثة، وقريبة من سلوك المستفيد العادي مقارنة بخدمات الويب الناجحة والمتنوعة. ونجد أن فهرس المكتبة غير متعارف عليه كأداة سهلة وفعالة؛ مما يدفع مستخدمي المكتبة إلى تجاوزه عند البحث عن المعلومات. ومن أجل المنافسة يجب أن يقدِّم فهرس المكتبة نفس مستوى التطور أو حتى أعلى من ذلك ليُناسب الجيل الجديد من المستخدمين، ويُحسِّن قدرتهم على استخدام موارد المكتبة وخدماتها بأنفسهم.  وليس هناك شك في أن الاختصاصيين في المكتبات هم المهندسون المعماريون لتصميم جيل جديد من الفهارس المتاحة على الإنترنت من خلال دمج أدوات أجيال الويب الحديثة، وجوانب الشبكات الاجتماعية في الفهارس؛ التي تقدم خيارات تفاعلية للمستفيدين، ومعايير التكويد، وقواعد الوصف الجديدة؛ التي تتلاءم مع طبيعة الشبكة العنكبوتية الآن؛ لذا يتناول هذا الموضوع حاجة المكتبات إلى تغيير فهارسها، وما الوظائف المراد تحسينها لتواكب فهارسُ الأجيالَ الجديدة من المستخدمين.

 

لماذا نحتاج إلى التغيير  ؟


قبل أن نتعرف على الأسباب التي تدعو إلى التغيير في فهرس المكتبة؛ ينبغي التعرف على الغرض الأساسي منه؛ ألا وهو توفير التسجيلات الببليوجرافية لمقتنيات المكتبة؛ بحيث يمكن استخدام الموارد الموجودة في المكتبة بشكل أفضل. ومع ظهور خدمات (OPAC) من الجيل الأول؛ التي وفرت الوصول المحوسب إلى تسجيلات الفهرس باستخدام صيغة مارك الببليوجرافية، وتبع ذلك الجيل الثاني من الفهارس المتاحة على الخط المباشر؛ التي عززت تقنيات البحث من خلال إدخال البحث بالكلمات المفتاحية والعوامل البوليانية لدمج مصطلحات البحث بالكلمات الرئيسة، كما أنها مرت بعدة دورات من التغيّر والتحول. ومنذ ذلك الحين يتم إجراء العديد من المحاولات باستمرار لتحسين البحث في تلك الفهارس؛ ومن أبرزها تقنيات المطابقة الجزئية، وتصحيح الأخطاء الإملائية، واقتراح الكلمات الرئيسة "اعثر على المشابه"، وترجيح العبارات وغيرها من طرق البحث المختلفة. وبدأ التحول الحقيقي للفهارس المتاحة على الخط المباشر في أواخر التسعينيات عندما احتضنت الفهارس تقنيات الإنترنت، متأثرة بأجيال الويب المختلفة وصولا إلى (ويب 2.0)، والمساعدة في بناء بيئة أكثر تركيزًا على المستخدم، وتقديم المحتوى له، وتشجعيه على المشاركة والتعاون؛ لذلك لم يعد المستخدم مجرد قارئ في هذه الفترة فقط، بل هو -أيضًا- منشئ يتفاعل مع الآخرين، ويشكل مجتمعات افتراضية. وفي عالم (ويب 2.0) نحتاج إلى التفكير في كيفية تغيير المحتوى الذي يُنشئه المستخدم، والمجتمعات الافتراضية، ودور اختصاصيين المكتبات المرجعي في هذا الأمر. ويذكر كتاب جيمس سوروفيكي بعنوان:(حكمة الجماهير) فكرة بسيطة لها آثار عميقة؛ وهي تستند على أن مجموعات كبيرة من الناس أذكى من قلة من النخبة، بغض النظر عن مدى ذكائهم فهم أفضل في حل المشكلات، وتعزيز الابتكار، واتخاذ القرارات الحكيمة. وتعقيبا على فكرة جيمس سوروفيكي وراء حكمة الجماهير التي تحثُّ على عدم التصرف بشكل مستقل ولكن بشكل جماعي؛ فإن الجمهور من المرجح أن يتوصل إلى الإجابة الصحيحة أكثر من أي فرد، فمعرفة أحد الهواة لا تقل قيمة عن معرفة الخبير. ويمكننا فقط إلقاء نظرة على ويكيبيديا لمعرفة كيف يمكن للمعرفة الجماعية لملايين المستخدمين إنتاج أعمال مرجعية أكثر شمولاً من المصادر المرجعية التقليدية التي تنتجها مجموعة صغيرة من الخبراء؛ لذلك بدلًا من استشارة المكتبة عند البحث عن مواد معينة يعتمد المستخدمون في اختياراتهم على آراء واختيارات الآخرين، ويمكن أن يعني هذا التحقق من عدد المرات التي تم فيها الاستشهاد بمقالة، أو اتباع التوصيات، أو التقييمات، أو التعليقات، أو الإجابات في المنتديات وأماكن المناقشة الأخرى. وأصبح الويب نظامًا أساسيًا للتعاون؛ حيث لا يستفيد المستخدمون من نصائح الآخرين فحسب بل يساهمون أيضًا بنصائحهم الخاصة، ويشارك المستخدمون -عن طيب خاطر- موادهم، وآرائهم، وخبراتهم مما يجعل بيئة الويب تفاعلية وجذابة. ويبدو أن هيمنة اختصاصيين المكتبات على وصف وتقييم المواد يتم استبدالها بالجهد الجماعي، ولكن لتحقيق فائدة المحتوى الذي ينشئه المستخدم؛ يلزم وجود كتلة حرجة بشكل كافي في مجتمع المكتبات. وتقول القاعدة (المعروفة أيضًا باسم تأثير الشبكة):"كلما زاد عدد الأشخاص الذين ينشئون المحتوى؛ زادت قيمة الخدمة". وحتى الآن لم يتم استخدام ميزات (ويب 2.0) في فهارس المكتبات بشكل كافٍ، ولم تضف قيمة كبيرة إلى الفهارس؛ نظرًا لأن قيمة (ويب 2.0) تعتمد -إلى حد كبير- على الكتلة الحرجة المطلوبة.

وبعد الاستعراض السابق نلخص أجوبتنا في حاجة المكتبات إلى النهوض بفهارسها في العناصر التالية:

- تغيير بيئة المعلومات من حيث تطور التكنولوجيات الجديدة، والنهج الجديد لتنظيم المعرفة، وظهور أجيال جديدة من المستخدمين.

- أصبحت التغييرات حقيقة واقعة أيضًا في المكتبات من حيث ظهور قواعد جديدة للفهرسة، وأشكال جديدة من مصادر المعلومات.

- ظهور أجيال جديدة من الويب مثل: (ويب 2 - وويب 3) وما صاحبه من ظهور مبادرات مرتبطة مثل: مبادرة البيانات المترابطة؛ التي تحتاج إلى إتاحة جميع البيانات على الويب من خلال معرفات فريدة.

- ظهور مبادرة الإطار الببليوجرافي ((BIBFRAME من قبل مكتبة الكونجرس، والموائمة مع قواعد RDA التي تقوم فكرتها حول إلغاء معيار مارك؛ الذي جعل كل الوثائق غير قابلة للبحث، ولا يسمح بمشاركة هذه البيانات خارج فهارس المكتبات. كما أنها لغة وصف تناسب المتخصصين أكثر.  ومن هنا جاءت مبادرة الإطار الببليوجرافي؛ لتخرج فهارس المكتبات من عزلتها، وتعمل على إتاحة البيانات على الويب؛ دعما لمبادرة البيانات المترابطة.

 

فهارس المكتبات وجيل جديد من المستخدمين


أثرت تغيرات الويب على النماذج العقلية للمستخدمين وتوقعاتهم، وسلوكهم، واستراتيجياتهم عند استخدام فهارس المكتبات عبر الإنترنت التي كانت بحلول ذلك الوقت متاحة -أيضًا- على الويب؛ ونظرًا للممارسة الشائعة على الويب فقد اعتاد المستخدمون البحث بلغة طبيعية، وكتابة مصطلحات بحث متعددة (كلمات رئيسة) في سطر واحد دون ربطها بعوامل بوليانية منطقية. وبدأوا يتوقعون أن تعمل فهارس المكتبات كمحركات البحث المتاحة على الإنترنت، وأن تفسِّر عمليات البحث الكلماتِ الرئيسة التي أدخلوها، وتفرز النتائج وفقًا لمدى الصلة.  وقد تسبب هذا في انخفاض استخدام فهارس المكتبات؛ فلجأ مستخدمو المكتبة في البحث عن المعلومات في مكان آخر، ولم يعد الفهرس أهم نظام استرجاع للمعلومات في هذه الفترة، ولكن من المشجع -إلى حد ما- أنه على الرغم من أن المستخدمين فضلوا استخدام الويب على فهرس المكتبة؛ إلا أنهم ما زالوا يرون الفهرس كأداة جديرة بالثقة، ومنظِّمة جيدة، ومثيرة للإعجاب.

واجهت فهارس المكتبات في الأعوام الماضية اتجاهًا آخر أثَّر في توقعات المستخدمين، وطريقة استخدامهم للويب؛ وهو ظهور (ويب 2.0) وأصبح الويب مكانًا للتعاون والمشاركة؛ حيث لم يعد المستخدمون يتلقَّون المحتوى فحسب، بل ينشئون ويشاركون المحتوى. وجعلت مبادئ (ويب 2.0) خدمات الويب أكثر جاذبية للمستخدمين، ووضعت المكتبات في موضع يحتاجون فيه إلى إعادة النظر في خدماتهم، ودورهم في بيئة المعلومات، واستيعاب التغييرات في سلوك المستفيدين في وصولهم للمعلومات؛ التي تحكمها أجيال جديدة من مستخدمي المكتبات الجدد؛ الذين تأثروا بالتكنولوجيا المحيطة، وما لهم من احتياجات مختلفة عن الأجيال السابقة، وأنهم على دراية جيدة بالويب. ولا يمكن اعتبارهم مستفيدين فقط، ولكن -أيضًا- عملاء ومستهلكين كونهم على دراية بالبدائل في توفير المعلومات؛ فهم يتصرفون كعملاء ويلعبون دورًا نشطًا في اختيار مزود المعلومات الخاص بهم.  وفي السنوات القليلة الماضية تم تكريس الكثير من الاهتمام بالأجيال الشابة من المستخدمين؛ الذين يعدّون عملاء (أو سيصبحون أهم عملاء المكتبة) سيزورون المكتبة أكثر من أي فئة عمرية أخرى، وفي نفس الوقت يشيرون إلى خصائص الأجيال القادمة من المستخدمين؛ حيث تم تسمية الأجيال التي ولدت -تقريبًا- بين عامي (1980م و2000م) بالعديد من الأسماء مثل: جيل الألفية، والجيلY، وجيل الإنترنت هو الأكثر شعبية. وتعتبر هذه الأجيال من المستخدمين "مواطنون رقميون" نشأوا مع أجهزة الكمبيوتر، وألعاب الفيديو، والويب وغيرها من التقنيات. وهذه الأجيال من المتحدثين الأصليين للغة الرقمية يشكلون التسونامي الديموغرافي الذي سيغير -بشكل دائم وبلا رجعة- مشهد المكتبات والمعلومات اليوم؛ ونتيجة لذلك يفكر جيل الألفية في معالجة وإدارة المعلومات بشكل مختلف عن سابقيه، وكل ذلك يؤدي إلى تغيُّر احتياجاتهم وتوقعاتهم من الفهرس. وهم يمثلون الخصائص التالية:

- يتوقع ويريد المزيد من إضفاء الطابع الشخصي، والإرضاء الفوري.

- تعاوني، ومتعددة المهام.

- يتعلم من خلال التجربة والخطأ بدلًا من التعلم الرسمي، أو القراءة.

- يفضل الوصول غير الخطي إلى المعلومات.

- يستجيب للرسم أفضل من النص.

- يتوقع واجهات بديهية، وتفاعلية.

وفي ظل التركيز المُستهدِف الأجيال الشابة من المستخدمين، يجب ألا ننسى أن الأجيال -الأكبر سنًا- من المستخدمين قد تأثرت أيضًا بالتغيرات في عالم المعلومات، ويطلق عليهم اسم "المهاجرين الرقميين" الذين ولدوا خلال طفرة التكنولوجيا أو بعدها، وتفاعلوا مع التكنولوجيا الرقمية منذ سن مبكر، ولديهم قدر كبير من الإلمام بهذه المفاهيم. وبديلاً عن ذلك قد يطلق هذا المصطلح على الأشخاص الذين ولدوا خلال الستينيات أو بعدها؛ حيث بدأت التكنولوجيا بالظهور في ذلك الوقت؛ ونتيجة لذلك قامت العديد من الأبحاث بتطوير جيل جديد من الفهارس يتلاءم مع الأجيال الجديدة من المستفيدين. وهو ما نطرحه في الفقرة التالية.

 

الجيل الجديد من فهارس المكتبات

على الرغم من أن الأبحاث، والمناقشات حول نقاط الضعف في فهارس المكتبات، وإمكانيات تحسينها يمكن تتبعها بشكل مستمر لما يقرب من أكثر من 30 عامًا؛ إلا أنه من المثير للاهتمام أن حركة (ويب 2.0) هي التي هزت الأرض في خروج جيل جديد من الفهارس، فبدأ الاتجاه إلى التغيير، والذي سبب في موجة جديدة قوية من الفحص الواسع لتقنيات فهارس المكتبات؛ التي أدت إلى ظهور الفهارس في ثوبها الجديد؛ لتتلاءم مع احتياجات المستفيدين، ومع تقنيات البحث الحالية، والتفاعلية، وقابلية الاستخدام، ومشاركة المستفيد. ولن يتحقق هذا إلا من خلال إدراك المكتبة ووعيها بتوقعات المستخدمين المتمرسين في الويب بشكل أفضل، والذي يؤدي إلى إحراز تقدم في إنشاء جيل جديد من فهارس المكتبات؛ ونتيجة لذلك ظهر اهتمام عدد من الباحثين بدراسة الفهارس وفقًا لسلوك المستفيد النهائي الملحوظ في استخدام فهارس المكتبات في الأجيال السابقة، وقد قدمت الأبحاث العلمية بعض الاقتراحات حول كيفية تحسين الوظائف الأساسية للتكيُّف مع البيئة، والمتطلبات الجديدة، ومنها على سبيل المثال:

1.      تحسين الوظائف

يحتاج تصميم فهرس المكتبة إلى اتباع سلوك البحث الفعلي عن المعلومات للمستخدمين الذي تأثر بشدة بالويب. ويعد البحث، والعرض، والتنقل في النتائج أكثر المجالات إشكالية. ولتحسين هذه المناطق يجب أن يوفر الفهرس واجهة أبسط مشابهة لمحرك البحث (جوجل أو أمازون) يتضمن مربع بحث بسيط عن الكلمات الرئيسة، مع توفير إمكانيات تصفح محسَّنة. وفي حالة فشل عمليات البحث، ينبغي أن يساعد الفهرس المستخدم من خلال توفير استعلامات بحث محتملة، وتصحيحات إملائية، وإكمال تلقائي لكلمات البحث، ويقدم اقتراحات بحث ديناميكية بناءً على عمليات البحث الناجحة السابقة لنفس الكلمات الرئيسة، ويعمل على تمكين المستفيد من الاطلاع على معاينة الأعمال المتوفرة على كتب (جوجل). كما ينبغي أن تكون النتائج مرتبة حسب مدى مُلاءَمتِها لرغبات المستفيدين، وتمكين البحث بالأوجه مما يسمح للمستفيدين بتضييق نتائج البحث، وذلك من خلال تطبيق عوامل تصفية متعددة مثل: (خيارات المؤلف، والناشرين، وتواريخ النشر، وشكل الوعاء، والإتاحة ...)، والتعرف على العناوين الأكثر صلة، والبحث الموحد، والتوصيات بشأن المواد ذات الصلة، والمحتوى الثري أيضًا ميزة يمكن أن تضيف جميعها قيمة إضافية إلى الفهرس. وأحد الاحتمالات الخاصة بالتجميع الهادف للنتائج؛ هو تطبيق النموذج المفاهيمي : المتطلباتِ الوظيفية للتسجيلات الببليوجرافية (FRBR) الصادر من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA) في عام 1998م الذي يقدم تصورا معاصرا للبيانات الببليوجرافية من أجل توفير القيمة المضافة للفهرس؛ مما يؤدي إلى ابتكار أساليب تسمح بإعادة بناء البيانات الببليوجرافية الموجودة وفق طرق عرض جديدة، والذي بدوره يعمل على توضيح العلاقات بين الكيانات الببليوجرافية الموصوفة في الفهارس، وينظم هذه الكيانات -وفقًا- للتسلسلات الهرمية المنطقية. وبالتالي يمكن أن يقوم ((FRBR بفرز وترتيب مجموعات التسجيلات الببليوجرافية، وإنشاء عروض هرمية لمجموعة التسجيلات من خلال إيضاح الفروقات داخل عمل ما معين مثل التعبيرات المرتبطة بهذا العمل (مثل: الترجمة الألمانية واليابانية ... إلخ)، والمظاهر المادية من نفس النص الأساسي (مثل: إصدارات المكتبة العصرية، إصدارات دار الفكر ... إلخ)، ونسخ معينة (مثل: نسخة رواية السكرية على الرف داخل المكتبة)، وعرضه بطريقة منطقية والتي بدورها ستسمح للمستفيدين بالعثور على المعلومات، وتحديدها، واختيارها، والحصول عليها كما هو محدد في أهداف تقرير(FRBR).


وفي هذه الصيغة يُعرض كل مستوى بالتسلسل الهرمي، وتتوارث المعلومات من المستوى السابق؛ وبالتالي سيوجد تسجيلات منفصلة لكل من الأعمال، والتعبيرات، والمظاهر المادية، والمفردات. وبهذه الطريقة ستصبح جميع المعلومات عن العمل مركزية في تسجيلة واحدة. وأما التعبيرات، والمظاهر المادية، والمفردات اللاحقة لهذا العمل ستضيف فقط المعلومات الخاصة بكل كيان على حدة، فعلى سبيل المثال: لا نحتاج عند ترجمة عمل "الإلياذة" لصموئيل بتلر إلى ذكر أن مؤلفه هوميروس؛ وبهذا الأسلوب ستتوافر سمات متأصلة للمجموعات ذات الإصدارات المتعددة من نفس العمل الواحد، وبالإضافة إلى فهرسة المنشورات الجديدة بسرعة أكبر، وتحديثها بشكل أكثر كفاءة؛ لذا ينبغي تطبيق مبادئ (FRBR) لتصميم أي فهرس مكتبة؛ لما له من جوانب إيجابية تعود بالنفع على المستفيد النهائي، والمفهرس في ذات الوقت. ومن ضمنها:

-          يجعل مهام المستفيد أسهل من حيث توفير الجوانب الأربعة (الإيجاد، والتحديد، والاختيار، والحصول على).

-          العمل بشكل أفضل في بيئة الإنترنت وخارجها.

-          توصيف الوظائف التي يجب أن تقوم بها التسجيلة الببليوجرافية لتلبية احتياجات المستفيدين.

-          تبسيط إجراءات الفهرسة من خلال توفير مبدأ التجميع، والتنظيم بطريقة أكثر سهولة في الفهرس، فمن الأسهل تجميع الترجمات، والإصدارات، ومختلف المظاهر المادية المتضمنة للعمل.

-          توفير المزيد من الخيارات الإضافية لدى واجهات فهارس المكتبات.

-          تنظيم أفضل للفهرس من خلال عرض معلومات التسجيلة بشكل هرمي.

وجدير بالذكر أن النموذج (FRBR) هو النواة الرئيسة التي رسمت تقسيم الكون الببليوجرافي في ثوبه الجديد، ثم توالت النماذج المفاهيمية اللاحقة، وقد تم مؤخرًا نشر نسخة جديدة ومعدلة تحت مسمى) IFLA LRM).

 

2.تنفيذ اتجاهات ويب 2.0

    لقد أثر تفكير وتقنيات (ويب 2.0) على المكتبات وخدماتها؛ حيث تم صياغة تطبيق مبادئ (ويب 2.0) على نطاق واسع باسم "مكتبة 2.0"، أو ما يسمى بالجيل الثاني للمكتبات، والذي يعكس التطور في عالم المكتبات في طريقة تقديم الخدمات للمستخدمين، ويشجع (ويب 2.0) على إبداع المستفيدين ومشاركتهم، ولكنه في نفس الوقت يدعم ويؤكد على دور إضفاء الطابع الشخصي على الفهرس، وقدرة المستفيد على تغيير الفهرس؛ ليتناسب مع احتياجاته ورغباته بشكل أفضل. ويمكن أن تتخذ فهارس المكتبات الخطوة الأولى نحو إضافة الطابع الشخصي على الفهرس من خلال إنشاء ملفات تعريف المستخدمين؛ حيث يشترك المستفيدون في إشعارات من اختيارهم، وتتبع عمليات البحث المحفوظة، أو العناصر المثيرة للاهتمام، أو المحتوى الذي ساهموا به في الفهرس. وللمضي قدمًا إلى أبعد من ذلك يمكن -أيضًا- استخدام ملفات تعريف المستخدمين؛ لتمكين المستخدمين من اكتشاف الأشخاص ذوي الاهتمامات المماثلة، والبحث في مساحة المعلومات الخاصة بهم. والاتجاه الأكثر شهرة في (ويب 2.0) هو تعاون المستخدمين في إنشاء المحتوى على الويب من خلال الكشف عن طرق جديدة للسماح للمكتبات بالاستفادة من الذكاء الجماعي، وتقديم تقييمات المستخدمين، والمراجعات، والتعليقات، والوسوم، والقوائم كطريقة للمكتبات لإشراك مُستفيديها، والاستفادة من مساهماتهم، وإنشاء بيانات وصفية إضافية لإثراء الفهرس. كما يمكن أن يصبح الفهرس أفضل بتعزيز قيمته من خلال توجيه المستفيدين إلى العناوين الموصى بها بناءً على عادات القراءة، وأوصاف المستخدمين الآخرين. كما ينبغي تزويد التسجيلات، وإثراء البيانات الببليوجرافية ببعض الميزات الأخرى مثل: صور من أغلفة الكتب، وجداول المحتويات، والملخصات، والمراجعات، والمقتطفات، وقوائم التوصيات، والميزات الأخرى مثل: "العثور على العناوين المثيلة" أو "المستخدمين الذين استعاروا هذا الكتاب أيضًا"، ومشاركة نتيجة البحث في الفهرس على وسائل التواصل الاجتماعي، وتفعيل خاصية الملخص الوافي للموقع (RSS) في حصول المستفيدين على التسجيلات الببليوجرافية المضافة للفهرس حسب موضوعات الاهتمام، أو حسب الصيغة المناسبة له. هذه كلها أشياء متاحة بالفعل في بعض واجهات الويب الأخرى، وخاصة مواقع بيع الكتب مثل: أمازون الذي يستخدمها ليوفر للمستفيدين كل المعلومات الإضافية من أجل الترويج لمجموعته، ولمساعدة المستخدمين في اختيار العناصر التي يحتاجون إليها، بالإضافة إلى أنه يمكننا تضمينها في فِهْرِس المكتبة لجعله أكثر تفاعلية وإثارة للاهتمام.

3. تسخير الذكاء الجماعي في فهرس المكتبة

الذكاء الجماعي أو الذكاء التكافلي؛ هو الذكاء الذي ينشأ نتيجة التعاون أو حتى التنافس بين أفراد مجموعة بشريَّة معيَّنة وصولًا لصنع قرار مشترك، ويُستخدم هذا المصطلح في علم الاجتماع، وفي العلوم السياسيَّة و-خصوصًا- في مواضيع أنظمة التصويت المتنوِّعة، ووسائل الإعلام، وغيرها من وسائل قياس النشاط الجماعي في المجتمع، ولكن كيف يمكن الاستفادة منه في فهارس المكتبات؟ هنا تتمثل إضافته القيمة في دفع المستخدمين للمشاركة بنشاط في فِهْرِس المكتبة بواسطة إضافة الوسوم، والصور، والمواقع الإلكترونية، والأوصاف الخاصة بالأعمال؛ التي تعطي بيانات وصفية قيمة تعزز من قيمة الفِهْرِس حول المستندات والموارد العامة، ويساعد على توجيه المستخدمين إلى العناوين "الموصى بها" في المجموعة بناء على عادات القراءة، وأوصاف زملائهم الآخرين على غرار (LibraryThing) وغيرها من المواقع الشهيرة كمصادر أساسية لمحتوى الهواة، وقد نجحت بعض فهارس المكتبات في إضافة أدوات (LibraryThing) إلى الفِهْرِس الخاص بها، والاستفادة من وسوم (LibraryThing) لإنشاء روابط بين الكتب ذات الصلة في مجموعتها الخاصة.

 

4. تنفيذ مبادئ ويب 3.0 من خلال استخدام البيانات المترابطة


تحتو ي فهارس المكتبات على ملايين من التسجيلات الببليوجرافية التي تمثل صورة للحضارة الإنسانية المدونة بمختلف لغات العالم وتتميز هذه التسجيلات بدقة وسلامة ما تقدمه من بيانات ولكن لا يمكن الوصول إلى هذا الكم الموثق من المعلومات سوى بالبحث في فهارس المكتبات، وفي ظل تطورات البحث على شبكة الإنترنت أصبح الخيار الأخير للمستفيد هو البحث في فهارس المكتبات وغالبا ما تبدأ عمليات البحث عن معلومة ما باستخدام محركات البحث على شبكة الإنترنت ونجد عدم ملائمة طريقة تكويد البيانات الببليوجرافية داخل فهارس المكتبات، وعدم التعرف عليها من جانب هذه المحركات ؛ وهذا ليس حال البيانات داخل فهار س المكتبات ولكنه حال مواقع الويب في العموم؛ حيث أن البحث باستخدام محركات البحث لا يمكنه فهم ما يقرب من 80 % من محتوى الويب لأنه صمم بالأساس لكي يفهمه البشر ومن هنا جاء الحل في مفهوم الويب الدلالي والبيانات المترابطة ليكسر الأغلال المفروضة على البيانات غير المفهومة بالنسبة للآلة ومن ضمنها البيانات الببليوجرافية ليجعلها متماشية مع لغات الاستعلام، وتظهر نتيجة البحث باستخدام محركات البحث العامة على الإنترنت مما يفعل دور المكتبة في خدمة المستفيدين أينما وجدوا وكذلك يثري محتوى الويب المملوء بالبيانات غير الموثقة وغير الصحيحة، كما يضيف إلى المحتوى مصداقية كبيرة.

لماذا تتجه المكتبات نحو تطبيق البيانات المترابطة في فهارسها الآن؟

يستهدف الويب الدلالي إلى تحويل  محتوى الويب  إلى محتوى من البيانات المترابطة ليصف ويعرف ويربط وصلات ويرتبط بعناصر بيانات مهيكلة ويوفر إطار لتحديد وتصميم، وتطوير،  والحفاظ على المخططات والمفردات من أي نوع أو حجم في مجال معين. ومن هذا المنطلق عملت العديد من مؤسسات المكتبات والمعلومات على تحويل بياناتها وفهارسها إلى بيانات مترابطة،  وبناء عليه علينا أن نتسأل هل يجب على مؤسسات المكتبات والمعلومات تحويل بياناتها إلى بيانات مترابطة؟ ونجيب على هذا التساؤل من خلال الأسباب التي تحتم علينا تطبيق البيانات المترابطة داخل فهارسنا العربية.

1. فرصة لجعل موارد المكتبة أكثر قابلية للاكتشاف على الويب

تساعد البيانات المترابطة على أن تظهر فهارس المكتبات ضمن نتائج محركات البحث على الإنترنت ؛ مما يفعل دور المكتبة في خدمة المستفيدين أينما وجدوا، وكذلك يثري محتوى الويب المملوء بالبيانات غير الموثقة وغير الصحيحة، كما يضيف إلى المحتوى مصداقية كبيرة.

 

2. مشاركة البيانات

إتاحة مشاركة المعلومات بطريقة تسمح لها بأن تكون مقروءة تلقائياً من قبل الحاسوب. وهذا ما يتيح لبيانات من مصادر مختلفة أن تكون موصولة، وأن يتم الاستعلام عنها، كما تحويل هذه البيانات إلى بيانات مترابطة سيثري محتوى الويب ويضيف إليه الموثوقية كما سيعزز من مشاركة البيانات ويقلل التكلفة.

3 علاقات غزيرة

تعزز البيانات المترابطة من إنشاء علاقات والتي من خلالها يمكن إجراء مزيد من الاتصالات عندما تجعل المكتبة تسجيلاتها الببليوجرافية والاستنادية مفتوحة الارتباط ؛ فإذا وصل أن يكون لكل كتاب وصلات ربط ؛ يؤدي ذلك إلى كم لا نهائي له من الروابط والذي يمكِّن المستفيد أن يوقف البحث اختياريا، وليس لأن وصلات ربطته توقفت عن الربط.

 

4. تعزيز فرصة الاكتشاف

البيانات المترابطة تزيد من احتمال الاكتشاف بالمصادفة لمجموعات المكتبة ؛ حيث لا يمكن للمستخدمين أن يبحثوا على معلومات أو موارد ليسوا على علم بها. وفهارس المكتبات الحالية ليست متقدمة مع سلوكيات البحث والاسترجاع ؛ حيث توفر  روابط علاقات تلقائية بين مجموعة من البيانات البسيطة والتي لا تعزز فرضية اكتشاف بيانات أكثر يمكن أن تكون مجهولة للباحث، فالبيانات المترابطة تزيد من احتمالية اكتشاف المستخدمون من موارد مجهولة وتكون مفيدة لهم عند قيامهم بالبحث داخل فهرس المكتبة.

5. التعريف ببيانات المكتبة

لا يستفيد المستفيد فقط من البيانات المترابطة ولكن أيضا تساعد اختصاصي المكتبات في إتاحة طبقات من البيانات المشتركة عن المكتبة مثل : حول المكتبة، وساعات الفتح والإغلاق، ومواعيد العمل، والموقع، إلخ.

6. إدارة محتويات المكتبة

ربط بيانات المكتبة معا هو ما يمكن أن يساعد المكتبات على إدارة محتوياتها بطريقة فعالة من حيث التكلفة وجعلها مرئية للجمهور باستخدام تقنيات البيانات المترابطة وبطريقة جذابة، وقبل كل شيء يسهل العثور عليها سواء على الويب أو عبر الشبكات الداخلية للمكتبة، فإن الرؤية ليست مسألة قابلية للتوصل فحسب، بل هي أيضًا مسألة ترابط. ولكي تكون المكتبات ذات صلة وتواجه تحديات البيئة الرقمية، فإن مواردها لا تظهر فقط عند الاستفسار عنها ولكنها ستكون متاحة أيضًا في سيناريوهات مختلفة : كمحتوى موصى به، أو  كمعلومات إضافية، أو كمحتوى مخصص.

7. مواكبة التطور التكنولوجي

التطور مع حاجيات المستفيد ؛ حيث ينبغي وضع تطور حاجيات المستفيد التي أصبحت تشكل عبء على أنظمة المكتبات حاليا والمتمثلة في إيجاد وتحديد واختيار والحصول على ما يريد، هذا من جانب ومن جانب آخر  وجود بيانات مهيكلة ومنظمة وفقا لمعايير وأسس وتقانين ذات قيمة وموثوقية لمحتوى الويب الدلالي سيجعلها هامة لقطاعات وتخصصات كثيرة، فإن لم تقدم المكتبات هذه البيانات وتغير المكتبات سياسة التعاطي معها ستصبح  كم مهمل من البيانات لأنه بالتأكيد ستطغى قطاعات أو تخصصات أخرى وتبتلع المكتبات داخلها بما تحتويه من بيانات، وربما تقترح آليات جديدة لتخرج هذه البيانات ؛ نظرا لما لها من أهمية في دعم محتوى الويب الذي يعاني من خلل جسيم في هذا الجانب ؛ لذا فأصبح أمر حتمي على المكتبات أن تستجيب لهذه المبادرات لتستطيع الحفاظ على دورها في بث وإتاحة المعلومات، كما أن فكرة البيانات المترابطة أهمية كبيرة للبيانات الببليوجرافية والاستنادية المتاحة لديها ؛ حيث ستجعلها سهلة في البحث والربط غير المتوقع بعدد لا نهائي من النتائج بما يخدم البحث ويؤدي إلى اكتشاف مصادر معلومات جديدة، وكذلك توفر الكثير من الوقت والجهد وتقدم بيئة تشاركية لمجتمع المعرفة مما يساعد على تحقيق عوائد اقتصادية كبيرة.

 

5. تطبيق قواعد الوصف الحديثة ((RDA في فهارس المكتبات


ظهرت أغلب قواعد وتقانين الفهرسة منذ منتصف القرن الماضي بهدف وصف مصادر المعلومات الموجودة حسب أشكالها في هذا التوقيت، ومنذ ظهور هذه التقانين وهي تحاول مواكبة التطور الحاصل في بيئة عملها، ولكنها أصبحت عاجزة مع القفزات التكنولوجية الهائلة التي جعلت مصادر المعلومات والتخزين خارج التصور ؛ حيث أن تصور أشكال مصادر المعلومات هو الأساس الذي بنيت عليه قواعد الوصف، فمثلا عند استعراضنا لظهور قواعد الفهرسة الأنجلو-أمريكية سنلاحظ عدم القدرة على ملاحقة التطورات، وإيقافها عاجزة من 18 عام أمام هذه التحديات والتطورات ؛ حيث أنها صدرت منذ ستينيات القرن الماضي في بيئة تختلف اختلافا كبيرا عن البيئة المتعلقة بمصادر المعلومات ووسائل الاسترجاع والتخزين الحالية، فصدرت طبعتها الأولى عام 1967، ثم الطبعة الثانية منها بعد ذلك بـ 11 عام في عام 1978 وهذه الطبعة هى آخر الطبعات التى ظهرت من قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية، وتوالت بعد ذلك التحديثات والمراجعات فظهرت أول مراجعة  لها في عام  1988 والمراجعة الثانية عام 1998 والثالثة عام 2002  وآخر تحديث تم عليها كان في عام 2005، ومنذ ذلك الحين وهذه القواعد لا تحدث أو تراجع برغم من كونها من أكثر تقانين الوصف استخداما في المكتبات عموما، لكنها وقفت عاجزة أمام هذه التطورات الكبيرة، ولوحظ ذلك منذ تسعينيات القرن الماضي مع القفزات الهائلة في تكنولوجيا الاتصالات التي بدأت تتوالى وتحدث بشكل سريع ومتلاحق، ووجد الانتشار الكبير لشبكة الإنترنت وواكب ذلك انتشار للشركات التي تعمل على التزويد بهذه الخدمة وأصبح العالم بحق قرية صغيرة، وأصبحنا نشاهد أحداث هامة عن طريق البث المباشر، وتصلنا معلومات كثيرة لحظة وقوعها، بالإضافة إلى ظهور سرعات غير عادية للإنترنت، وما صاحبه من تطور هائل في محتوى شبكات التواصل الاحتماعي مثل : تويتر والفيس بوك ويوتويب التي أصبحت من أهم مصادر المعلومات، بالإضافة إلى كونها تمثل ظل حقيقى لما يحدث في الواقع ؛ و بالتوزاي مع هذا التطور في  تكنولوجيا الاتصالات ونقل المعلومات والأحداث بالصوت والصورة  وقع أيضا تطور كبير في مصادر المعلومات ووسائط تخزينها والسعة التخزنية التي أصبحت غير محدودة تقريبا والتي أصبحت تقاس بتيرا بايت وكذلك تطورت أقراص التخزين فوجدنا أقراص الشعاع الأزرق Blue ray ذات السعة التخزينية الهائلة .

كل هذه التطورات  جعلت الأرض معدة وممهدة لاستقبال قواعد جديدة  تتلائم مع الواقع الجديد ؛ حيث أن بيئة العمل الخاصة بقواعد الوصف المعدة سابقا تغيرت بشكل جذري،  ولم تعد هيئة التوجيه المشترك القائمة على تحديث القواعد قادرة على ذلك ؛ لأن القواعد نفسها أصبحت لا يجدي معها التطوير والتحديث نفعا، وقابل هذا كله تطور في احتياجات المستفيد فأصبح يريد وبضغطة زر أن يختار ويحدد ويحصل على ما يريد ؛ هذا كله عكس حجم العجز في التقانين القديمة  التي أدت ما عليها وفقا للخلفية والفلسفة التي وضعت على أساسها منذ ما يزيد عن نصف قرن، ومن ثم أصبح أمر حتمي تطبيق قواعد الوصف الجديدة لتحل محل قواعد الفهرسة الأنجلو-أمريكية في توفير المبادئ التوجيهية بشأن فهرسة الموارد الرقمية وزيادة التركيز على مساعدة المستخدمين في العثور على المعلومات التي يريدونها أو يحددوها أو يختاروها، ويحصلوا عليها.

لماذا تحتاج تطبيق (RDA) في فهرس مكتبتك ؟

§       الابتعاد عن الغموض والقرب أكثر من المستفيد النهائي بعدم استخدام المختصرات والرموز كما أعطى المرونة في التوسع في حكم المفهرس في تسجيله لبعض البيانات.

§       توفير المزيد من البيانات الخام خاصة في الجانب الاستنادي مع زيادة القدرة التميزية للمداخل

§       وفرت مرونة في وضع سياسات خاصة لوكالة الفهرسة والتي توفر الوقت في إنشاء وفهرسة التسجيلات الببليوجرافية.

§       أفرد تعليمات وإرشادات لاستيعاب وصف الأوعية الببليوجرافية المختلفة سواء التقليدية أو التي أفرزتها البيئة الرقمية.

§       توفير دقة  في البحث وإعطاء قدرة المستفيد من التحديد الدقيق لمطابقة نتائج البحث وفق متطلباته

§       توافق   (RDA)  مع لغات الترميز العالمية الدبلن كور، مارك 21 ... إلخ. مما يسهل عمليات تبادل التسجيلات

 

مقتطفات من فهارس المكتبات في ثوبها الجديد

الفهرس العربي الموحد وخصائص تقييم التسجيلات

فهرس (WordlCat)

يسمح (WordlCat)  للمستخدمين بإضافة التقييمات والمراجعات إلى الفهرس الخاص به


فهرس مكتبة مقاطعة آن آربر وأساليب المراجعات المتعددة للكتاب

 


فهرس مكتبة كلية بودوين وإتاحة الوسوم والمراجعات

تستخدم المراجعات والوسوم في الميزات الإضافية في الفهرس



الفهرس العربي الموحد وعوامل التصفية متعدد الأوجه

 


فهرس مكتبة جامعة كوينز في مدينة بلفاست، عاصمة أيرلندا الشمالية

تستعرض الكتب المثيلة والكتب الأخرى المثيلة لنفس المؤلف

 


فهرس مكتبة فينيكس العامة والمحتوى الثري

مكتبة الكونجرس وخدمة البيانات المترابطة والإطار الببليوجرافي

استرجاع فهارس المكتبات ضمن نتائج محركات البحث


الفهرس العربي الموحد وتطبيق قواعد RDA


خاصية الإكمال التلقائي بفهرس مكتبة جامعة كوينز

 


التدقيق الإملائي في فهرس مكتبة مقاطعة آن آربر


الفهرس العربي الموحد وتمكين مشاركة التسجيلات على وسائل التواصل الاجتماعي

 


الخلاصة

ينبغي مراعاة التوصيات التالية عند إصدار جيل جديد من الفهارس

1. واجهة ويب : إعداد واجهة ويب تستخدم أحدث التقنيات التي تجذب المستفيد سواء في تصميمها أو البحث والإبحار عن المعلومات .

2.. غناء المحتوى بمعنى أن يشاهد المستفيد المخلصات والعروض وقوائم المحتويات والنصوص .

3. إبحار وجهي بحيث يسمح للمستفيد بتحديد النتائج التي يريدها وفقا لحدود (الموضوعات، المؤلفين، التواريخ، السلاسل، الأماكن ...)

4. كلمات دالة بسيطة تسمح للمستفيد أن يصل إلى ما يريد بعيدا عن وجود مصطلحات معقدة .

5. وثائقة الصلة بالموضوع بحيث يتمكن من أن يحصل المستفيد على نتائج بحث ذات الصلة  .

6. المساعدة : تقديم يد المساعدة في فشل البحث أو ظهور أخطاء في إجراء البحث بالمساعدة في فتح مجالات مساعدة للحصول على ما هو مطلوب .

7. التوصيات : تقديم التوصية للبحث بموضوعات بحث شبية أو مثيلة.

8. الزيادة في التفاعلية والسماح للمستفيد بعمل مدخلات مثلما هو الحال في تطبيقات الويب؛ حيث يقوم المستفيد بالمراجعة لمصادر المعلومات وتقييمها أو التوصية بها أو عمل وسوم مرتبطة بها (Tags)

9. الاكتشاف : خروج فهارس المكتبات من عزلتها وقدرتها أن تظهر ضمن نتائج بحث محركات البحث من خلال تطبيق معايير التكويد الحديثة التي تتلائم مع طبيعة الشبكة العنكوبتية الآن.

10. معايير الوصف : تطبيق معايير الوصف الجديدة (RDA) والتي تساعد على تقديم بيانات التسجيلة الببليوجرافية بشكل واضح وبعيد عن الغموض ويساعده على التحديد الدقيق لنتائج بحثه .

 

المصادر

محمد، إيمان & عادل، محمد. فهارس المكتبات في ثوبها الجديد. متاح على https://www.slideshare.net/emansaied/ss-96476744 . تاريخ الاطلاع 23/3/2023

-            Wenzler ,John. LibraryThing and the Library Catalog: Adding Collective Intelligence to the OPAC. In : A Workshop on Next Generation Libraries John Wenzler, San Francisco State CARL NITIG; September 7, 2007. Available at : https://carl-acrl.org/ig/carlitn/9.07.2007/LTFL.pdf  (accessed 13 / 03 / 2023)

-            Jetty, Sridevi,  et al . OPAC 2.0: Towards the Next Generation of Online Library Catalogues. Available at : https://core.ac.uk/reader/17301580 . (accessed 13 / 03 / 2023)

 

-            Merčun, Tanja & Žumer, Maja. (2013). New generation of catalogues for the new generation of users. Program (Lond., 1966), vol. 42, no. 3. Available at : https://www.researchgate.net/publication/279464601_New_generation_of_catalogues_for_the_new_generation_of_users (accessed 23 / 03 / 2023)

-            Merčun ,Tanja & Žumer, Maja. Library catalogue the ultimate reference tool?. Available at : https://docplayer.net/27378567-Library-catalogue-the-ultimate-reference-tool.html . (accessed 23 / 03 / 2023)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Translate

نافذة العالم على ذاكرة الأمة العربية

أقسام المدونة

المشاركات الشائعة

موضوعات الشهر

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة