يمثل التنمر الإلكتروني ظاهرة شديدة الخطورة، فقد تسببت في ارتفاع مستوى القلق الاجتماعي بين الشباب والأطفال، فنظرا للتطور الهائل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي وما يتبعها من تطوير للتطبيقات كل لحظة، فإن أي محتوى ضار مثل الكلمات المسيئة أو الشائعات تنتشر فور عملية النشر بسرعة فائفة تفوق الخيال من خلال قيام باقي الحسابات الإلكترونية بإجراء عملية مشاركة للمنشور أو نسخ ولصق للمحتوى المنشور، وكل هذا يحدث غضون ثوانٍ، والمتنمرين يقومون بعملية النشر للمحتوى الضار مثل : (صور مسيئة، شائعات، مقاطع فيديو، تهديدات)، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن 7 من كل 10 شباب قد تعرضوا للإساءة عبر الإنترنت في مرحلة ما. ومن ثم، فمن خلال هذا الموضوع سنتعرف على ماهية التنمر الإلكتروني وأنماطه وكيف يساهم اختصاصي المكتبات في مجابهة هذا النوع من التنمر .
ما هو التنمر الإلكتروني؟
التنمر الإلكتروني هو تنمر باستخدام التقنيات الرقمية، ويمكن
أن يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة ومنصات الألعاب
والهواتف المحمولة، وهو سلوك متكرر يهدف إلى إخافة أو استفزاز المستهدفين به أو
تشويه سمعتهم. غالباً ما يحدث التنمر وجهاً لوجه (المُباشر)، لكن التنمر
الإلكتروني يترك بصمة رقمية، وسجلا يمكن الاستفادة منه ويقدم الأدلة للمساعدة في
إيقاف الإساءة. وغالباً ما يعامل مصطلح "التنمر الإلكتروني" كظاهرة
متميزة، ولكنه امتداد للتنمر الذي يعتبر مشكلة قديمة.
أنماط التنمر الإلكتروني
تتعدد أنماط التنمر الإلكتروني ويمكن توضح أبرزها فيما يلي :-
1. التخفي الإلكتروني : وهو عبارة عن استخدام أسماء
مستعارة تخفي شخصية المتعدي
الإلكتروني بغرض الإفلات من العقاب .
2. تشويه السمعة : وتشير إلى إرسال
أو نشر الشائعات حول شخص معين -الضحية- بهدف تشويه سمعته.
3. الرسائل العدائية : وتشير إلى
معارك على الإنترنت باستخدام الرسائل الإلكترونية مع لغة غاضبة ومبتذلة.
4. الملاحقة الإلكترونية :
وهي شكل من أشكال المضايقات الإلكترونية لكن بشكل متكرر.
5. التهديد الإلكتروني :
عبارة عن إرسال رسائل إلكترونية تحمل تهديد أو وعيد لشخص أو أكثر.
6. إفشاء الأسرار وتشير إلى
تقاسم أسرار شخص ما أو معلومات محرجة أو الصور على الإنترنت .
7. المضايقة الإلكترونية :
تشير إلى المضايقات المتكررة والشديدة والتشويه التي يتضمن تهديدات أو ينشئ خوف
كبير، مثل أن يقوم المتنمر الإلكتروني باختراق الحساب الشخصي للضحية ويقوم بإرسال
الشائعات السيئة إلى أصدقاء الضحية .
ما هي
الواجبات التي يمكن يساهم بها اختصاصي المكتبات في مجابهة التنمر الإلكتروني ؟
مع التطور الهائل في التكنولوجيا، خاصة مواقع التواصل
الاجتماعي، وانتشارها السريع في المجتمعات العربية والغربية بين الأطفال والشباب
ازدادت نسبة التنمر الإلكتروني خاصة في ظل ظهور التطبيقات المتنوعة بشكل متواصل
وسريع جدا. حتى أصبح إيذاء الأطفال والمراهقين عبر شبكة الإنترنت أمرًا سهلاً، إذ
أن غالبية الأطفال يحملون هواتف ذكية تحتوي على كل التطبيقات الحديثة والتي تمكنهم
من استقبال الرسائل وإرسالها. لذلك لابد من مراجعة الأمر في مجابهة هذا
النوع من السلوك حيث تتوزع المسئولية على المدرسة وكذلك أولياء الأمور، والمكتبات
باعتبارها مكانا وملاذا آمنا يلجأ إليه رواده للاستكشاف والبحث والتأمل، ومن هذا
المنطلق نستعرض بعض الإرشادات لاختصاصي المكتبات في التصدي لهذا النوع من السلوك
داخل المكتبات .
-
قدم إرشادات مباشرة للمستفيدين حول الأمان على الإنترنت
والمواطنة الرقمية وآداب استخدام الإنترنت من خلال موقع المكتبة أو وسائل التواصل
الرسمية، فعلى سبيل المثال تقدم مكتبة نيويورك العامة مجموعة من إرشادات الأمان
على الإنترنت للأطفال والشباب.
-
ساعد في تطوير وتنفيذ برنامج المواطنة الرقمية على مستوى
المدرسة.
-
تعاون مع المعلمين لدمج المواطنة الرقمية في ممارساتهم
الصفية.
-
انشر الوعي
بخطورة التنمر الإلكتروني بين رواد المكتبة وذلك من خلال استضافة البرامج الثقافية
التي تشرح تأثير التنمر الإلكتروني وماهيته وكيفية مواجهته.
-
شجع الطلاب بالمدارس على
تجريب "اختبار الجدة" Grandma test كقاعدة عامة : فقبل مشاركة أي شيء عبر الإنترنت، اسأل نفسك عما
إذا كنت ستعرضه أيضًا على جدتك. إذا لم يكن الأمر كذلك، فمن الأفضل وعلى الأرجح
الحفاظ على خصوصيته.
-
اقترح كتب ومقاطع فيديو واستشارات من شأنها أن تساعد في
كيفية منع التنمر الإلكتروني.
- أَنشِئ حملات توعية على الإنترنت لتوعية وتثقيف كيفية مواجهة
التنمر الإلكتروني فعلى سبيل المثال قامت شركة (MySecuritySign) وهي جزء من
عائلة (SmartSign)، بتأسيس حركة #TakeNoBullies في فبراير 2012 لإحداث فرق من خلال تعزيز الإيجابية بين الأطفال والشباب
على وسائل التواصل الاجتماعي. كجزء من الحملة، أنشأت (SmartSign) 16 ملصقًا تحتوي على بيانات أصلية واستباقية حول مواقع التواصل
الاجتماعي الشهيرة، بما في ذلك فيس بوك، وتوتير، إنستجرام، جوجل بلس، سناب شات ...
إلخ
-
قدم
إرشادات حول كيفية حظر الكلمات المسيئة من الظهور في التعليقات على صفحات التواصل
الاجتماعي
-
إرشاد رواد المكتبة عن الخطوات التي يجب اتباعها للإبلاغ
عن التنمر الإلكتروني.
-
توفير الدعم النفسي والاجتماعي كاختصاصي مكتبات لضحايا التنمر
الإلكتروني، وذلك من خلال تعزيز الدور
الاجتماعي للمكتبة داخل المجتمع، وتطوير الأحداث والأنشطة الاجتماعية التي تشجع
المهارات الاجتماعية وتعزز الارتباطات الإيجابية بالمكتبة.
المصادر
1. القرني، محمد عبد العزيز. التنمر الإلكتروني
وانعكاسه على الأمن الاجتماعي في المجتمع السعودي : "دراسة ميدانية على طلاب
جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية / إشراف محمد محمود خضر. - 2018. - أطروحة
(ماجستير)-جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، كلية العلوم الاستراتيجية، قسم
الدراسات الاستراتيجية.
2.
هاكيت، ليام. التنمّر
الإلكتروني وآثاره على حقوق الإنسان. تاريخ الاطلاع 16/2/2022. متاح على
https://www.un.org/ar/chronicle/article/20054
3.
ماكفيير، كلير. التنمر الإلكتروني: ما هو وكيف يمكن إيقافه. تاريخ الاطلاع 16/2/2022. متاح على
4.
Phillips, Abigail L. More than Just Books:
Librarians as a Source of Support for Cyberbullied Young Adults. Retrieved 15/02/2022. From
5.
New York Public Library.
Internet Safety Tips for Children and Teens. Retrieved
14/02/2022. From
https://www.nypl.org/help/about-nypl/legal-notices/internet-safety-tips
6.
Scheff, Sue.
Cyberbullying Protection: Librarians As Cyber-Arms. Retrieved 14/02/2022. From
https://www.huffpost.com/entry/cyberbullying-protection-_b_4689896
7.
GRIEF, TERRI. How School
Librarians Help Combat Bullying. - KNOWLEDGE QUEST, 2016. Retrieved 14/02/2022. From https://knowledgequest.aasl.org/school-librarians-help-combat-bullying/
مقال ممتاز
ردحذف