كيف تدير بصمتك الرقمية كاختصاصي مكتبات ومعلومات؟

. . هناك تعليق واحد:

البصمة الرقمية هو مصطلح بدأ يكتسب أهمية كبيرة في الآونة الأخيرة، ويحتاج كل اختصاصي مكتبة إلى فهم ما يدور حوله، ولماذا يجب الاهتمام به وإدارته، وكيف يمكن تعيين هوية رقمية عبر منصات معينة، وكيف يتم تقديم صورة إيجابية كاختصاصي مكتبات في العصر الرقمي، فهذا الموضوع لا يتطلب سوى القليل من الجهد لتحقيق الذات وإنشاء صورة طويلة الأمد في أذهان المتخصصين. لقد حان الوقت  لاختصاصي المكتبات بمغادرة مناطق الراحة الخاصة بهم، والمضي قدمًا لمقابلة أشخاص جدد في العالم من خلال إنشاء بصمات رقمية إيجابية، والتي سنتعرف عليها من خلال موضوعنا لهذا الشهر.

ما هي البصمة الرقمية؟


يشير مصطلح البصمة الرقمية إلى دليل تواجدك على الإنترنت ؛ حيث تعرف أيضا بملفك الرقمي، أو ظلك الرقمي،تشبيهاً بظلّك الذي يتبعك باستمرار، بل ويطلق عليها في بعض الأحيان اسم "الوشم الرقمي" لأنها تلازمك على الدوام، ولا يمكنك مسحها أبداً أو على الأقل لا يمكنك محوها بسهولة دون أن يبقى لها أثر.
البصمة الرقمية أو "السمعة على الإنترنت" هي السلوك الفردي الذي يمكن تتبّعه في بيئة الإنترنت، بما في ذلك المحتوى الذي ينشره الشخص وحتى ما ينشره الآخرون عن ذلك الشخص، أي بعبارات بسيطة، هي كل ما تتركه من أثر عند استخدامك للإنترنت، وعلى هذا النحو، يمكننا القول إنه بمجرد وصول المعلومات إلى الإنترنت، يصبح من الصعب حذفها، ويمكن نشرها بسهولة وبسرعة، ولذلك يجب أن تفترض أن بصمتك الرقمية دائمة نسبيًا ويمكن للآخرين رؤيتها، أو يمكن تتبّعها في قاعدة بيانات حتى عندما تكون حساباتك خاصة، فإن آثار البيانات تبقى موجودة، وتكون سيطرة المستخدم على طريقة استخدامها محدودة للغاية. ولا تغطي بصمتك الرقمية تفاعلاتك عبر الإنترنت في وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، بل تغطي أيضًا في المعاملات التجارية. على سبيل المثال  إذا اشتريت سلعة عبر الإنترنت من خلال eBay)) أو (Amazon)، فسيتم تخزين اسمك في قاعدة البيانات ويمكن تتبع السلعة التي اشتريتها عبر الإنترنت.

 

أنواع البصمة الرقمية

 يوجد نوعان من آثار البيانات التي تكوّن بصمتنا الرقمية وهي:

1.       آثار البيانات النشطة : هي تلك التي يتركها المستخدم عن قصد مثل التعليقات، والإعجاب، والنشر على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستجرام وتويتر.

2.       آثار البيانات السلبية : فهي غير مقصودة، ويتم تركها إما من قبل مستخدمين آخرين، كأن ينشر صديق صورة لك، أو يتفاعل معك عبر الإنترنت، أو من خلال الأنشطة التي يقوم خلالها المستخدم في بعض الأحيان بتقديم بياناته، مثل التسوق عبر الإنترنت، وزيارة المواقع الإلكترونية، وإجراء عمليات البحث عبر الإنترنت. إضافة إلى ذلك قد يتم جمع البيانات من خلال ملفات تعريف الارتباط  (cookies) وهي ملفات يتم إنشاؤها عندما تزور موقعاً إلكترونياً لأول مرة، ويتم حفظها على جهاز الكمبيوتر الخاص بك لتتبع نشاطك عندما تزور الموقع مرة أخرى، ومن ثمّ يستخدم المعلنون بصمتك الرقمية لاستهدافك بإعلانات مخصصة، على سبيل المثال  إذا تصفحت منتج معين على الإنترنت فقد ترى لاحقا إعلانات لتلك المنتج أو إعلانات مماثلة.


كيف يمكن لاختصاصي المكتبات إنشاء علامة تجارية شخصية؟

العلامة التجارية الشخصية لاختصاصي المكتبات والمعلومات هي بمثابة البصمة التسويقية له في المجال، كما أنها تبني هويته المهنية طوال فترة العمل، وتضيف له خبرات، وتنمي المهارات التي يمتلكها ويعرضها على ساحة العمل .وفيما يلي  ثمانية خطوات لإنشاء بصمة رقمية تحسن من العلامة التجارية الشخصية لاختصاصي المكتبات والمعلومات:

 

1.       الانضمام إلى المجتمعات الأكاديمية عبر الإنترنت: هناك مجموعات أو منتديات أكاديمية معينة ؛ حيث يمكن الانضمام أو التسجيل فيها، لتمكين بصمتك من التأسيس والانتشار على نطاق واسع.

2.       رفع المستندات ومقاطع الفيديو الشخصية عبر الإنترنت: يمكن رفع مستندات مثل عروض تقديمية في موقع (SlideShare)، أو رفع مقاطع فيديو على يوتيوب متناولا موضوعات متخصص، وموثوقة، وجذابة في المجال.

3.       إنشاء مواقع ويب ومدونات باسمك :  البدء في كتابة المدونات، ويوصى على الأقل بكتابة موضوع واحد في الأسبوع، لكن يجب أن يكون جديد، وذات صلة بمجال المدونة، وفيما بعض من النصائح الإضافية المتعلقة بالتدوين:

§        يجب أن يكون المحتوى جديد ومبتكر.

§        استخدم القواعد الإملائية والنحوية الصحيحة.

§        اهتم بالجودة عن الحجم أو الكمية.

§        قم بإجراء بحث شامل قبل كتابة الموضوع.

§        لا تستخدم المحتوى المكرر مطلقًا.

§        قم بكتابة المواضيع ذات الصلة بمجال المدونة.

4.       أضف محتويات إلى الويكي والموسوعات الأخرى عبر الإنترنت : إضافة تعليقات إلى الويكي والموسوعات عبر الإنترنت، تترك اسمك على صفحات هذه المنصات.

5.       المشاركة في منتديات المناقشة عبر الإنترنت وصفحات الجمعيات والاتحادات المتخصصة مثل : صفحات التواصل الاجتماعي للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، أو جمعية المكتبات الأمريكية. ويُنصح هنا بترك مشاركاتك مع توقيع اسمك وانتمائك. ولا يقتصر هذا النشاط على تحديد هويتك بين زملائك المحترفين فحسب، بل يسجل اسمك في العالم الرقمي.

6.       نشر الروابط الخاصة بك: عندما تُنشئ روابط لمنشوراتك أو موقعك على الويب أو مدونتك، فإنك تعلن عن نفسك عبر الإنترنت، وبالتالي تنشر بصمتك الرقمية. عندما تعلق على أي منشور آخر، يمكنك ربط اسمك بمنتدى أو مدونة أخرى يظهر فيها اسمك، وبهذا ينشر بصمتك الرقمية بشكل جيد.

7.       اشترك في تنبيهات جوجل : يمكّنك هذا من معرفة وقت ذكر اسمك على الإنترنت، وذلك من خلال التسجيل في تنبيهات جوجل ؛ حيث يتم تنبيهك على بريدك كلما تم الاستشهاد بكتبك، أو كلما تم إنشاء وسم خاصة بك.

8.       التعليق على مدونات وصفحات الأشخاص الآخرين : التعليقات التي يتم إجراؤها على المدونات والصفحات عبر الإنترنت تخزن اسمك في قاعدة بيانات محركات البحث. وخاصة عندما تترك توقيعك الرقمي لاسمك على هذه التعليقات.


كيف يمكننا إدارة بصمتنا الرقمية كاختصاصي مكتبات ومعلومات في العصر الحديث؟


تصبح إدارة البصمة الرقمية للفرد أمرًا بالغ الأهمية في محاولة للحفاظ على هوية رقمية إيجابية ؛ حيث يستخدم أصحاب العمل الآن هذا الاتجاه ؛ لتتبع أنشطة المتقدمين للوظائف، وتلجأ ما يقرب من شركتين من كل ثلاث شركات بنسبة (63 %) إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة المزيد حول المتقدمين للوظائف، حسبما أظهر استطلاع حديث أجرته مؤسسة "بيتكوم" الألمانية المعنية بتكنولوجيا المعلومات ؛ لذلك تعد بصمتك الرقمية مهمة إذا كنت تبحث عن وظيفة أو لديك صاحب عمل لديه سياسات حول كيفية استخدامك للكمبيوتر داخل وخارج الوظيفة، فعلى سبيل المثال، إذا كان الملف الشخصي لمقدم الطلب على (فيس بوك) يحتوي على صورة غير لائقة، فإن ذلك يتحدث عن الكثير عن شخصية الشخص، وقد لا ترى الشركة أنه من المناسب قبول الشخص ليكون موظفًا في شركته، أو سلوكيات أخرى تظهر فيه ملامح وأخلاقيات الشخص مثل  التعليقات على صفحات الأصدقاء، أو على المدونات، والكتابة على أي نظام للشبكات الاجتماعية، فيمكن أن نتخيل بأن  يتقدم اختصاصي مكتبات لشغل منصب داخل مكتبة جامعية وكان آخر تحديث له بمنشور على فيس بوك أو توتير : "أنا أكره العمل في مكتبات الجامعة، لأنني أحب أن أكون مستقلاً"، ويمكن لمثل هذا التعليق أن يخسر بسببه المتقدم وظيفته المقدم لها، ولهذا علينا أن نتعرف من خلال الإرشادات التالية كيفية إدارة بصمتنا الرقمية كاختصاصي مكتبات ومعلومات في العصر الرقمي:

1.       اِعتد على الإدلاء بتعليقات إيجابية على منشورات الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي : لا تهين الناس عبر الإنترنت، لأن ذلك يقطع شوطًا كبيرا في تعزيز الصورة السلبية عنك. لا يمكنك أبدًا معرفة من يقرأ مثل هذه التعليقات، فكما يقولون  "الانطباع الأول مهم" ؛ لذلك عليك من تطبيق القاعدة الذهبية (عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك) ولا تنشر صورًا أو تعليقات تظهر للآخرين في صورة غير ملائمة.

2.        امسح ذاكرة التخزين المؤقت وسجل التنزيلات والتصفح بشكل دوري.

3.       كن نشطا عبر الإنترنت  : تعلم أن تكون نشطًا عبر الإنترنت من أجل بناء صورة شاملة عنك. واستخدم منصات التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك و وتويتر لإظهار الاهتمام بالأحداث الجارية ومجال عملك. وفيما يلي بعض الطرق لبناء صورة إيجايبة من خلال مشاركات وسائل التواصل الاجتماعي:-

§        اكتب تعليقات على المقالات والمدونات التي تغطي الموضوعات التي تثير شغفك.

§        قم بعمل تغريدات أثناء الأحداث الجارية الخاصة بالمجال.

§        انضم إلى مجموعات (LinkedIn) التي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بمجال اهتمامك.

§        كن مصدرًا للآخرين في مجالك، وقم ببناء شبكة قوية من الأقران المحترفين.

§        اكتب تعليقات على مقاطع فيديو يوتيوب التي تعلمك أو تلهمك.

§        انشر التعليقات على صفحات فيس بوك الخاصة بالمؤسسات والمجموعات التي تتابعها وتهتم بها.

4.       استخدم أدوات ومنصات العمل المخصصة للكشف عن بصمتك الرقمية وتقييمها، ولمزيد من التفاصيل يرجى الاطلاع على مقال يتناول أدوات مساعدة لقياس تأثير وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك.

5.       راقب تواجدك على الإنترنت: قال ويليام أرودا، خبير العلامة التجارية الشخصية ذات مرة: "إذا لم تكن على جوجل، فأنت غير موجود". ومن أحد مقاطع الفيديو على قناته، علق في مقابلة أنه : "عندما يبحث شخص ما عنك على جوجل، فإنهم يقيّمون النتائج بناءً على خمسة مقاييس : الحجم، والملاءمة، والصحة، والتنوع والتحقق"، فالتحقق من الصحة هو إجراء مهم، وحجر الزواية في تكوين العلامة التجارية الشخصية لأنه يضيف المصداقية، فاختصاصي المكتبات غير مطالب بأن يخبر الآخرين عن مدى كفاءته، بل كفاءته هي من تجعل الآخرين يتحدثون نيابة عنه، وعن مدى كفاءته والقيم الفريدة التي يقدمها.

المصادر

  1. البصمة الرقمية : سمعتنا في العالم الرقمي والإنترنت. استرجعت 10/10/2021. من https://www.digitalwellbeing.ae/ar/digital-domains/digital-footprint?color=fill_lightblue
  2. نصائح حول العلامة التجارية الشخصية. استرجعت 10/10/2021. من https://cutt.us/1SHum
  3. منشوراتك على مواقع التواصل الاجتماعى قد تدعم أو تقلص فرصك فى العمل. بوابة الأهرام. أغسطس 2018. استرجعت 11/10/2021. من https://gate.ahram.org.eg/News/2002006.aspx
  1. Eke, Helen Nneka. Creating a digital footprint as a means of optimizing the personal branding of librarians in the digital society. – Webology. volume 9, number 2 (December 2012). Retrieved 26/9/2021. From https://www.webology.org/2012/v9n2/a100.html
  2. 5 Tips On How To Manage Your Digital Footprint. Retrieved 26/9/2021. From https://careerpivot.com/2016/5-tips-manage-your-digital-footprint/   

هناك تعليق واحد:

Translate

نافذة العالم على ذاكرة الأمة العربية

أقسام المدونة

المشاركات الشائعة

موضوعات الشهر

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة